الكونغو الديمقراطية على مفترق طرق بيئي: خطط نفطية تهدد الغابات المطيرة وملايين السكان

تحرير: وداد وهبي

تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية انتقادات حادة بعد إعلانها عن خطط لمنح تراخيص للتنقيب عن النفط في قلب حوض الكونغو، الذي يحتضن ثاني أكبر كتلة من الغابات المطيرة الاستوائية في العالم، وذلك على مساحة تمتد إلى 3.7 ملايين كيلومتر مربع. وتشمل هذه الخطط تخصيص نحو 124 مليون هكتار من الأراضي، معظمها في مناطق المستنقعات والغابات الكثيفة، وهو ما وصفه خبراء بيئيون بأنه تهديد مباشر للنظم البيئية وللمناخ العالمي.

تعد غابات الكونغو من بين أفضل النظم البيئية الاستوائية، حيث تلعب دورا حيويا في امتصاص الكربون وتنظيم أنماط الأمطار في مناطق بعيدة، لكن استخراج الوقود الأحفوري من هذه الأراضي قد يتسبب في أضرار بيئية جسيمة، و قد يؤثر على نحو 39 مليون شخص، بالإضافة إلى تهديد 64% من مساحة الغابات.

هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الكونغو الجدل، إذ سبق أن حاولت عام 2022 طرح منتزه فيرونغا الوطني ومساحات عشبية أخرى في المزاد لصالح أنشطة التنقيب عن النفط، قبل أن توقف ضغوط المنظمات الدولية والناشطين البيئيين تلك الخطوة. وفي السياق عينه، حاولت إحدى الشركات الاستثمارية في نيويورك آنذاك شراء حقوق النفط وتحويلها إلى مشروع لتعويض الكربون.

ورغم المخاوف البيئية، يرى بعض المؤيدين أن التنمية الاقتصادية لا تعني بالضرورة تدمير البيئة، مستشهدين بتجربة الغابون التي نجحت في إنتاج النفط مع الحفاظ على مساحات واسعة من غاباتها المطيرة. لكن الضغوط الدولية تتصاعد، وسط تحذيرات من أن المضي قدما في هذه المشاريع قد يشكل كارثة بيئية تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود الكونغو.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض