الوداد الرياضي بين هاجس استعادة الهيبة ورهان ترميم الصفوف

تحرير: رضى الغزال

عامان مرا على آخر نسخة من الوداد الرياضي التي أرعبت الخصوم وأشعلت القارة السمراء بمنافستها على أكبر الألقاب. منذ ذلك الحين، عرف الفريق تراجعا نسبيا في الأداء والنتائج، وتغييرات إدارية متلاحقة، ومشاركات خارجية لم ترق إلى طموحات أنصاره، أبرزها المشاركة الخجولة في كأس العالم للأندية التي كشفت حجم الفجوة بين الطموح والواقع.
اليوم، يجد “الأحمر” نفسه أمام مفترق طرق: إما أن يستعيد مكانته كرقم صعب في إفريقيا، أو يواصل الانزلاق في منحنى التراجع الذي كسر شيئا من هيبته التاريخية.

إدارة جديدة… وإرث ثقيل:
التغيير الإداري الأخير جاء محملا بوعود “تصحيح المسار” وإعادة النادي إلى سكة الألقاب. لكن الطريق محفوف بالصعوبات؛ فهناك أسماء خرجت من حسابات المدرب محمد أمين بنهاشم، مثل يوسف مطيع، جمال حركاس، وعبد المنعم بوطويل، إلى جانب حمزة الساخي وميكائيل مالسا وغيرهم.
الإدارة تسعى لتسويق هذه الأسماء في الميركاتو الصيفي، أملا في تحقيق استفادة مالية تُمكنها من إبرام صفقات نوعية تعيد التوازن للتشكيلة.

مشروع بنهاشم… إعادة بناء شاملة:
منذ توليه المسؤولية، وضع محمد أمين بنهاشم خطة واضحة: الفريق بحاجة إلى “تغيير الجلد” لا مجرد إصلاحات سطحية. الودية الأخيرة أمام السد القطري، رغم خسارتها بركلات الترجيح، كشفت بوضوح عن نقاط ضعف في الأطراف دفاعيا وهجوميا، ما يعزز حاجته لظهيرين وجناح سريع قادر على إحداث الفارق.
في المقابل، برز تحسن في الصلابة الدفاعية وتنظيم وسط الميدان، ما يعكس بداية ملامح مشروع فني أكثر انضباطا واستقرارا.

جماهير الوينرز… نبض المدرجات وضغط الشارع:
“الوينرز”، الفصيل الأكثر تأثيرا في المشهد الودادي، لا يكتفي بدور المتفرج. رسائلهم المرفوعة على المدرجات، وهتافاتهم في المباريات وحتى خلال الحصص التدريبية، تعكس غضبا واضحا من بعض الاختيارات الفنية وتباطؤ التحركات في سوق الانتقالات.
هذه الجماهير، التي اعتادت رؤية فريقها في الأدوار النهائية لدوري أبطال إفريقيا، تطالب بعودة سريعة لصورة البطل، وتعتبر أن أي موسم بلا لقب كبير هو فشل لا يمكن تبريره.

البعد الذهني… الحلقة المفقودة:
إلى جانب الجوانب الفنية، تبدو الجاهزية الذهنية عاملا حاسما في عودة الوداد إلى القمة. بعد خيبات الموسمين الأخيرين، يحتاج اللاعبون لاستعادة روح المنافسة والقدرة على التعامل مع ضغط المباريات الكبرى، وهو ما يتطلب عملا نفسيا موازيا للتحضيرات الميدانية.

الامتحان القادم… بين المجد والضغط:
عودة الوداد إلى مكانته مرهونة بمدى قدرة الإدارة على الاستجابة لمتطلبات المدرب، وسرعة حسم الصفقات قبل إغلاق الميركاتو. الفريق يملك المقومات للعودة إلى منصات التتويج، لكن ذلك لن يتحقق إلا بتنفيذ رؤية بنهاشم بدقة، وتوفير الأدوات التي تخلق فريقا شرسا فنيا وبدنيا.
الموسم المقبل سيكون امتحانا حقيقيا: إما أن تستعيد وداد الأمة هيبتها التي صنعت إرثا تاريخيا عبر توالي الأجيال، أو يواجه فصلا جديدا من الضغوط الجماهيرية التي لن تهدأ حتى ترى فريقها عاد إلى سكته الصحيحة من جديد.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض