سيراليون: تحديات وفرص تطوير الزراعة بعد عقدين من التعافي

تحرير: صفاء فتحي

يواصل قطاع الزراعة في سيراليون العمل بوتيرة متسارعة لتأمين احتياجات البلاد من الغذاء ودعم اقتصاد يواجه تحديات متشابكة تتعلق بندرة الموارد وضعف البنية المؤسسية. وبعد أن عانت البلاد في تسعينيات القرن الماضي من حرب أهلية أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في نزوح أكثر من نصف السكان، بدأ القطاع الزراعي منذ عام 2002 مسار تعاف تدريجي، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية والآثار المستمرة لتغير المناخ. ويسعى المزارعون، بدعم من برامج حكومية ومنظمات غير حكومية، إلى زيادة إنتاج الأرز الذي يعد غذاء أساسيا للسكان، في وقت ما يزال فيه الإنتاج المحلي غير كاف لتلبية الطلب، ما دفع الحكومة إلى استيراد كميات كبيرة لتغطية النقص.

تركز وزارة الزراعة من خلال برامجها على تعزيز الأمن الغذائي والحد من سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، إذ تشير بيانات برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من ربع الأطفال دون سن الخامسة يعانون من نقص النمو، وأن نسبة ملحوظة من السكان احتاجت إلى مساعدات غذائية خلال مواسم الجفاف الأخيرة. تشمل إجراءات الدعم الحكومي شراء المحاصيل مباشرة من المزارعين وإدماجهم في برامج التمويل والإرشاد، لكن الأسعار الرسمية تظل موضع انتقاد، كما أن ضعف البنية اللوجستية يحد من وصول المزارعين إلى الأسواق الكبرى، ما يضطرهم لبيع منتجاتهم بأسعار منخفضة محليا.

تواجه خطط تطوير القطاع الزراعي عقبات هيكلية، أبرزها محدودية الوصول إلى التمويل، إذ لا يمتلك سوى أقل من ثلث السكان حسابات مصرفية، مع انخفاض النسبة بين النساء وسكان المناطق الريفية، مما يحد من فرص الاستثمار والادخار. كما تشكل رداءة البنية التحتية للنقل عائقا أمام تسويق المحاصيل وربط المزارع بالأسواق الوطنية، الأمر الذي يؤثر على جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي. يعد تحسين سلاسل التوريد، تطوير شبكات الطرق، وتوسيع نطاق الخدمات المالية، عناصر محورية لتحقيق تحول زراعي يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض