مناطق التوتر في إفريقيا: بؤر صراع تهدد الأمن الإقليمي

تحرير: أفريكا آي

تشهد القارة الإفريقية منذ عقود سلسلة من النزاعات المسلحة والتوترات السياسية التي تتراوح أسبابها بين الصراعات العرقية والدينية، والانقلابات العسكرية، والتنافس على الموارد الطبيعية. ورغم الجهود الإقليمية والدولية للحد من هذه الأزمات، فإن العديد من بؤر التوتر ما تزال مشتعلة وتشكل تهديداً للاستقرار والأمن في القارة.

الكونغو الديمقراطية.. ثروات تحت النار

يعد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أحد أكثر المناطق اضطراباً في إفريقيا، حيث تتصارع القوات الحكومية مع حركات متمردة أبرزها “إم 23″ و”تحالف المقاومين الكونغوليين الوطنيين”. وتتركز المواجهات في أقاليم كيفو وإيتوري الغنية بالذهب والكولتان، وسط اتهامات لمجموعات مسلحة بالاتجار غير المشروع بالمعادن.

السودان.. حرب تعصف بالدولة

منذ أبريل 2023، يعيش السودان على وقع صراع دموي بين الجيش وقوات “الدعم السريع”. المعارك التي اندلعت في الخرطوم وامتدت إلى دارفور تسببت في نزوح الملايين وتدهور الخدمات الأساسية، بينما فشلت جهود الوساطة حتى الآن في وقف إطلاق النار بشكل دائم.

الساحل الإفريقي.. الإرهاب والانقلابات

تواجه مالي وبوركينا فاسو والنيجر وضعاً أمنياً متدهوراً بسبب هجمات الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة وداعش، إلى جانب انقلابات عسكرية أطاحت بحكومات منتخبة، ما زاد من عزلة هذه الدول عن محيطها الإقليمي والدولي.

إثيوبيا.. سلام هش وتوترات مستمرة

رغم توقيع اتفاق سلام بين الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي في 2022، إلا أن الاشتباكات ما زالت تتجدد في أقاليم أخرى، خاصة أمهرة وأوروميا، حيث تتهم السلطات جماعات مسلحة بمحاولة زعزعة الاستقرار الداخلي.

الصومال.. مواجهة مفتوحة مع الإرهاب

يخوض الصومال حرباً طويلة ضد حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة، والتي تنفذ هجمات متكررة في العاصمة مقديشو ومناطق أخرى، وسط تحديات إعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار السياسي.

موزمبيق.. تمرد في أرض الغاز

في إقليم كابو ديلغادو شمال موزمبيق، تخوض الحكومة معارك ضد جماعات مسلحة متشددة منذ 2017، في وقت تسعى فيه شركات عالمية لاستغلال احتياطيات الغاز الضخمة في المنطقة.

الكاميرون.. نزاع مزدوج

تواجه الكاميرون تحديين أمنيين متزامنين: تمرد انفصالي في المناطق الناطقة بالإنجليزية، وتهديدات من جماعة بوكو حرام على الحدود مع نيجيريا.

***

هذه البؤر الملتهبة تجعل من القارة الإفريقية مسرحاً لتداخل الصراعات الداخلية مع التدخلات الخارجية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني ويؤخر فرص التنمية والسلام.