تغير المناخ من الفيضانات إلى الجفاف أزمة مائية خانقة تهدد إفريقيا

تحرير: ماهر الرفاعي

تواجه القارة الإفريقية تحديا متصاعدا يتمثل في تزايد شح المياه وتفاقم موجات الجفاف بفعل تغير المناخ. فرغم تسجيل بعض الارتفاع المؤقت في معدلات الهطول خلال الفترة الأخيرة، ما تزال أزمات النقص المائي تضرب مناطق واسعة، خاصة في أحواض الأنهار الكبرى مثل حوض الزامبيزي الذي يمتد عبر زامبيا وزيمبابوي وموزمبيق وعدة دول أخرى في الجنوب الإفريقي، حيث تراجع منسوب الجريان وتضررت النظم البيئية والأنشطة الزراعية والاقتصادية. وتشير التوقعات إلى استمرار هذا التدهور في السنوات المقبلة.

وتشهد القارة ارتفاعا متسارعا في درجات الحرارة السطحية، إذ سجلت مناطق الجنوب أكبر معدلات الزيادة، ويتوقع أن تصل الزيادة إلى أربع درجات مئوية بحلول منتصف القرن، وفق بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. كما تتبدل أنماط الأمطار بشكل غير متوقع، حيث شهد إقليم الساحل زيادة في الهطول، مقابل جفاف حاد في وسط وجنوب القارة. هذه التحولات المناخية تزيد من المخاطر على الزراعة وإمدادات الطاقة المائية والنظم البيئية، مما يضاعف هشاشة المجتمعات أمام الكوارث المناخية.

إلى جانب ذلك، ارتفع مستوى سطح البحر على السواحل الإفريقية بنحو عشرين سنتيمترا منذ مطلع القرن العشرين، مع توقعات بزيادة إضافية قد تصل إلى خمسين سنتيمترا بحلول 2050، ما يهدد المدن الساحلية. كما تضاعفت حدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات منذ تسعينات القرن الماضي، وسط تحذيرات من استمرار هذا المنحى إذا لم تتسارع وتيرة الانتقال نحو مصادر الطاقة النظيفة والتخلي عن الوقود الأحفوري، لتفادي الوصول إلى حدود لا يمكن للمجتمعات التكيف معها.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض