سوريا تمنع مرور طائرة تقل مسؤولا إيرانيا بارزا عبر أجوائها

تحرير: رضى الغزال

منعت السلطات السورية طائرة تقل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، من دخول أجوائها خلال رحلة من العراق إلى لبنان، ما اضطرها إلى تغيير مسارها عبر تركيا، وفق ما أفادت به وسائل إعلام تركية. ويأتي هذا الإجراء استمرارا لسياسة دمشق المعتمدة منذ دجنبر الماضي، والقاضية بحظر عبور جميع الطائرات الإيرانية، في خطوة أنهت عمليا خطوط الإمداد السابقة لحزب الله اللبناني، وأكدت القطيعة الكاملة بين سوريا وإيران عقب سقوط نظام بشار الأسد.

التحرك السوري يعكس مسارا سياسيا جديدا تسلكه القيادة الحالية في دمشق، يقوم على فك الارتباط مع المحور الإيراني الذي كان حليفا استراتيجيا للنظام السابق، وإعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية بما ينسجم مع التوازنات المستجدة في المنطقة. هذا القرار، الذي يستهدف إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الإيرانية، يمثل أيضا رسالة واضحة حول توجهات سوريا المستقبلية، واحتمال انفتاحها على شركاء إقليميين ودوليين جدد بعيدا عن طهران.

وقف المسار الجوي الإيراني عبر سوريا يوجّه ضربة مباشرة لأحد أهم قنوات الدعم اللوجستي والعسكري لحزب الله، ما قد ينعكس على موازين القوى في لبنان والمنطقة ككل. التحول يحمل كذلك دلالات أوسع على مستوى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، إذ يتقاطع مع رغبة بعض القوى المؤثرة في تثبيت الاستقرار ومنع عودة النفوذ الإيراني إلى المعادلة السورية، بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاعلات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.