هل يكسر حكيمي هيمنة المهاجمين على الكرة الذهبية؟

تحرير: صفاء فتحي

شهد الموسم الكروي الحالي أداء استثنائيا من لاعبين متعددين في مختلف المراكز، ما أثار نقاشا واسعا حول جدارة بعضهم بالكرة الذهبية. وقد تميزت المباريات الأوروبية بمستويات عالية من المنافسة، حيث برز اللاعبون في تقديم الأداء الحاسم في اللحظات الكبرى، ما جعل اختيار الأفضل مهمة صعبة على لجنة التحكيم.

تألق المغربي أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان، مسجلا أهدافا وموفرا تمريرات حاسمة خلال مباريات ربع النهائي، نصف النهائي، والنهائي لدوري أبطال أوروبا، مؤكدا حضوره الفاعل في أبرز المواجهات الكبرى على المستوى القاري. وقد أبرزت مساهماته قدرة الظهير العصري على التأثير في مجريات اللعب، مستفيدا من الحرية التي منحها له المدرب لويس إنريكي ضمن نظام الفريق.

أكد لويس فرنانديس، الشخصية البارزة في تاريخ باريس سان جيرمان كلاعب ومدرب، أن الانسجام داخل الفريق كان عنصرا أساسيا في النجاحات، نافيا وجود أي خلاف بين حكيمي وزميله عثمان دمبيلي، موضحا أن العلاقة بينهما تقوم على التكامل والتفاهم التكتيكي داخل الملعب، ما سمح لهما بالاستفادة القصوى من كل موقف هجومي ودفاعي.

برز في سباق الكرة الذهبية إلى جانب حكيمي أسماء مثل الإسباني لامين يمال، الذي أظهر موهبة استثنائية منذ الصغر، والبرتغالي فيتينيا، الذي رسخ مكانته بين نخبة لاعبي خط الوسط في أوروبا، والبرازيلي رافينيا، الذي لعب أدوارا حاسمة مع برشلونة. ويرى فرنانديس أن لجنة التحكيم أمام خيارات متعددة، وأن تتويج أي من هؤلاء اللاعبين سيكون منطقيا بالنظر إلى إنجازاتهم ومساهماتهم في فرقهم.

تستمر التساؤلات حول قدرة المدافعين على الفوز بالكرة الذهبية، خاصة في ظل التركيز التقليدي على المهاجمين وصناع اللعب. ويشير فرنانديس إلى أن فوز رودري بالكرة الذهبية في الموسم الماضي، مع الإشارة إلى داني كارفاخال، يثبت أن اللاعبين ذوي الأدوار الدفاعية يمكنهم أيضا أن يكونوا جديرين بالجائزة، إذ يعتمد تألق المهاجمين في كثير من الأحيان على دعم هؤلاء اللاعبين. وقد أثبت حكيمي أن الظهير يمكن أن يكون عنصرا حاسما على أعلى مستويات المنافسة.

تعززت هذه الرؤية بالإنجازات العملية، إذ توج حكيمي مع باريس سان جيرمان بالرباعية التاريخية التي شملت الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس السوبر الفرنسي، ودوري أبطال أوروبا، كما وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية ورفع كأس السوبر الأوروبي. وعلى الصعيد الدولي، ساهم في قيادة المنتخب  المغربي إلى إحراز الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية بباريس، وبلغ رصيده خلال الموسم 69 مباراة، أحرز خلالها 11 هدفا وقدم 16 تمريرة حاسمة، مؤكدا حضوره في أبرز المباريات الكبرى.

تحمل الكرة الذهبية لعام 2025 رمزية خاصة، إذ قد تحدد ما إذا كان التتويج سيذهب إلى مهاجم فعال، أو موهبة صاعدة، أو مدافع ثابت الأداء. ويخلص فرنانديس إلى أن هؤلاء اللاعبون يمثلون مستقبل كرة القدم، وأن تحديد الأفضل بينهم لن يكون مهمة سهلة أمام لجنة التحكيم، في وقت يظل الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي محور التقدير والاختيار.