موريتانيا على طريق الريادة في الهيدروجين الأخضر

تحرير: أفريكا آي

تسعى موريتانيا إلى تعزيز موقعها على خريطة الطاقة المتجددة في إفريقيا، من خلال تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر التي تستفيد من مواردها الطبيعية الوفيرة وموقعها الاستراتيجي المطل على المحيط الأطلسي. ويشكل هذا التوجه جزءًا من رؤية شاملة لدفع الاقتصاد الوطني نحو الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

الإمكانات الطبيعية لموريتانيا

تمتلك موريتانيا إمكانات هائلة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يجعلها بيئة مثالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر. فمعدل الإشعاع الشمسي المرتفع والرياح المستمرة على طول الساحل يوفران طاقة متجددة يمكن تحويلها إلى كهرباء نظيفة، تشكل العمود الفقري لمشاريع الهيدروجين.

البنية التحتية الساحلية ودورها الاستراتيجي

يُعد موقع موريتانيا على المحيط الأطلسي ميزة إضافية، إذ يتيح إمكانية تحلية المياه الضرورية لتقنية التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين، كما يسهل تصديره إلى الأسواق الدولية عبر الموانئ البحرية الحديثة. هذه العوامل تجعل البلاد مركزًا محتملاً لإمدادات الهيدروجين على الصعيدين الإقليمي والدولي.

المشروعات الكبرى في الهيدروجين الأخضر

أطلقت موريتانيا عدة مشاريع استراتيجية في هذا المجال، أبرزها مشروع “نور”، الذي يُعد من أكبر مشاريع الهيدروجين الأخضر عالميًا، ويهدف إلى إنتاج مئات آلاف الأطنان سنويًا باستخدام الطاقة المتجددة. كما يشمل المشروع تطوير بنية تحتية متكاملة قادرة على دعم الصناعات الخضراء.

مشروع “ميغاتون مون” والتنمية المستدامة

يستهدف مشروع “ميغاتون مون” معالجة النقص في المياه والطاقة، وتحويل نواكشوط والمناطق المحيطة بها إلى مناطق صناعية وحضرية صديقة للبيئة. ويُعد هذا المشروع نموذجًا للشراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث يركز على استدامة الموارد وتطوير البنية التحتية الحديثة.

دعم التشريعات والاستثمار

أقر البرلمان الموريتاني قانونًا خاصًا بالهيدروجين الأخضر، يهدف إلى تسهيل الاستثمارات وتشجيع الشركات المحلية والأجنبية على الانخراط في هذا القطاع الحيوي. ويُشكل هذا الإطار القانوني ركيزة أساسية لتعزيز مكانة موريتانيا كدولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة.

دور القطاع الخاص في دفع المشاريع

ساهمت الشركات الوطنية والدولية في تسريع إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال استثمارات نوعية في مشاريع التحليل الكهربائي وتوليد الطاقة المتجددة. كما تعمل موريتانيا على توفير بيئة محفزة للاستثمار، بما يشمل تسهيلات لوجستية وتمويلية وتكنولوجية لتسريع نمو هذا القطاع.

التحديات والفرص المستقبلية

رغم الإمكانات الكبيرة، تواجه موريتانيا تحديات تتمثل في الحاجة إلى تطوير شبكات النقل والتوزيع، وتدريب الكوادر البشرية، وضمان استقرار السياسات التنظيمية. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن البلاد قد تصبح بحلول عام 2035 من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، ما يعزز فرصها في السوق الدولية للطاقة النظيفة.

خاتمة

تؤكد موريتانيا التزامها بالتحول نحو اقتصاد أخضر مستدام، مع التركيز على مشاريع الهيدروجين الأخضر كرافعة للتنمية الاقتصادية وحماية البيئة. وإذا نجحت في تجاوز التحديات الحالية، فإن البلاد ستصبح نموذجًا رائدًا في إفريقيا والعالم العربي، يوضح كيف يمكن للموارد الطبيعية والطاقة المتجددة أن تشكل مستقبلًا مستدامًا للأجيال القادمة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض