دراجات الموت.. كيف تحولت وسيلة النقل في الساحل إلى سلاح للجماعات المسلحة؟

تحرير: وداد وهبي

لم تعد الدراجات النارية في شمال بنين مجرد وسيلة نقل يومية، بل تحولت إلى رمز للخوف والريبة.
ففي قرى مثل بريغنامارو، بات صوت المحرك الذي كان يدخل البهجة إلى قلوب الأطفال إنذارا بالخطر، بعدما تبنت الجماعات المسلحة هذه الوسيلة كأداة مثالية في هجماتها.

إلياسو ياهوزا، تاجر في الرابعة والثلاثين من عمره، يلخص هذا التحول المأساوي قائلا: “كنت رمزا للنجاح بدراجتي، واليوم أصبحت موضع شك واتهام”. بعد أن استخدمت الدراجات في هجوم دموي عام 2023 انتهى بخطف رجل أعمال، أصبح مجرد امتلاكها سببا للتوقيف الأمني أو نظرات الاتهام.

وتشهد منطقة الساحل الممتدة من مالي إلى النيجر وبوركينا فاسو، توسعا في هذا التكتيك. فالجماعات المرتبطة بالقاعدة، مثل نصرة الإسلام والمسلمين، تعتمد على الدراجات لتنفيذ هجمات سريعة ومباغتة. وقد أدت باستخدامها سلسلة من العمليات في مطلع 2025، تسببت في مقتل العشرات في مالي وبنين والنيجر.

ورغم أن حكومات المنطقة فرضت أكثر من 40 حظرا على استخدام الدراجات منذ 2012، فإن هذه الإجراءات قد انعكست سلبا على المدنيين أكثر من المسلحين، إذ حدت من وصولهم إلى الأسواق والمدارس والمستشفيات.

وفي المقابل، ازدهرت السوق السوداء مع تهريب الدراجات عبر الحدود من نيجيريا والنيجر وحتى عبر نهر النيجر. حيث جعلت الأسعار التي تتراوح بين 750 ألفا و1.7 مليون فرنك إفريقي هذه الوسيلة في متناول الجماعات المسلحة، لتستمر بذلك معضلة “الدراجة” بين كونها وسيلة عيش أو أداة موت.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض