دراسة جديدة: الزرافات الإفريقية أكثر تنوعًا مما كان يُعتقد وأربعة أصناف تواجه تهديدات مختلفة

تحرير: أفريكا آي

تنوع الأنواع واكتشافها

كشفت دراسة حديثة نشرتها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) أن الزرافات في إفريقيا لا تنتمي إلى فصيلة واحدة كما كان يُعتقد، بل تتوزع إلى أربعة أنواع رئيسية: الزرافة الماساي (Giraffa tippelskirchi)، الزرافة الشمالية (Giraffa camelopardalis)، الزرافة الشبكية (Giraffa reticulata)، والزرافة الجنوبية (Giraffa giraffa). ويعكس هذا الاكتشاف تنوع الزرافات على المستوى الجيني والبنيوي، ويؤكد الحاجة إلى سياسات حماية متخصصة لكل نوع.

الأسس العلمية للتحليل

استندت الدراسة إلى تحليلات جينية دقيقة وفحوص شاملة للبنية التشريحية للزرافات، مع التركيز على اختلافات الجمجمة والهيكل العظمي، إضافة إلى أنماط السلوك وموائل العيش الخاصة بكل نوع. وأظهرت النتائج أن كل صنف يمتلك خصائص فريدة، ما يجعله بحاجة إلى حماية مخصصة وفق تهديداته البيئية.

الزرافة الشمالية وأزمة الانقراض

تُعد الزرافة الشمالية الأكثر عرضة للخطر، إذ لم يتبقَ منها سوى نحو 7,000 فرد في البرية. ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى الصيد وفقدان المواطن الطبيعية نتيجة التوسع العمراني والنشاط الزراعي، ما يجعل وضعها حرجًا ويستدعي جهود حماية عاجلة.

الزرافة الماساي والزرافة الشبكية

يُقدر عدد الزرافة الماساي بحوالي 44,000 فرد، لكنها تواجه فقدان المواطن الطبيعية نتيجة تحويل الأراضي للزراعة في كينيا وتنزانيا. أما الزرافة الشبكية، فيُقدر عددها بحوالي 21,000 فرد، وتواجه صعوبات في الرصد البيئي بسبب التحديات الأمنية في بعض المناطق، رغم مؤشرات على استقرار أعدادها في مناطق معينة.

الزرافة الجنوبية والأعداد الكبيرة

تُعتبر الزرافة الجنوبية الأكثر عددًا، إذ يُقدر عددها بنحو 69,000 فرد. ومع ذلك، تتعرض هذه المجموعة لضغوط متزايدة من توسع النشاط البشري والزراعة، ما يقلل من المساحات الطبيعية التي تحتاجها للتنقل والتكاثر ويؤثر على توفر الغذاء.

أهمية الاكتشاف للمحافظة على الحياة البرية

يُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة لتعزيز جهود حماية الزرافات، إذ يمكّن من وضع استراتيجيات حماية مخصصة لكل نوع وفق تهديداته واحتياجاته البيئية. كما تسهم التقنيات الحديثة في التحليل الجيني في تحسين مراقبة الأنواع وحماية المواطن الطبيعية، ما يعزز فرص استمرار الزرافات في البراري الإفريقية للأجيال القادمة.