النووي الإيراني يطيح برئيس الاستخبارات العسكرية الأمريكية

تحرير: وداد وهبي

في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية، أقال الرئيس دونالد ترامب مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية (DIA) الفريق الجنرال جيفري كروز، إلى جانب مسؤولين عسكريين آخرين، بعد نشر تقرير سري خلص إلى أن الضربات الأمريكية على إيران لم تؤد إلى تدمير البرنامج النووي لطهران، بل لم تقم سوى بتأجيله لسنوات قليلة.

وقد تمت إقالة هكروز، الذي تولى منصبه مطلع عام 2024، بعد أن اعتبرت إدارته أن الغارات التي شنتها واشنطن في يونيو الماضي لم تحقق النتائج التي روج لها ترامب. ففي حين يؤكد الرئيس الأمريكي أن الضربات دمرت بشكل كامل المواقع النووية المستهدفة، أشار التقرير الاستخباراتي إلى أنها لم تتجاوز كونها عرقلة مؤقتة لجهود إيران.

 وأوضحت مصادر عسكرية أن نائب قائدة احتياط البحرية نانسي لاكور والعميد ميلتون ساندرز، كانا أيضا ضمن المسؤولين الذين فقدوا مناصبهم. وتأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة إقالات متواصلة داخل البنتاغون منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أزاح سابقا رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون في فبراير الماضي دون تقديم أي تفسير رسمي.

وبهذا الصدد دافع وزير الدفاع بيت هيغسث المعروف بولائه الشديد لترامب عن قرارات الرئيس، مؤكدا أن من حقه اختيار القادة العسكريين وفق ما يراه مناسبا. لكن أصواتا داخل الحزب الديمقراطي قد حذرت من خطورة تسييس الجيش وتحويله إلى أداة طيعة في يد السلطة التنفيذية.

وتأتي هذه الأزمة في ظل ما يعتبره خصوم ترامب نزعة متزايدة لـ”إحكام السيطرة” على مؤسسات الدولة، بما في ذلك المؤسسة العسكرية، التي طالما تمتعت بسمعة الحياد. ولا يخفي ترامب إعجابه بالمظاهر العسكرية، حيث نظم استعراضا نادرا في قلب واشنطن تزامنا مع عيد ميلاده في يونيو، وسبق أن نشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس والعاصمة الفيدرالية.

لم تتوقف الإقالات عند القيادات العسكرية، إذ شملت أيضا شخصيات مدنية بارزة، مثل مديرة وكالة الإحصاءات الخاصة بسوق العمل التي أقيلت بعد نشر بيانات اعتبرت سلبية بالنسبة للإدارة الحالية.

وبهذا المشهد، يتجدد الجدل حول مدى استعداد ترامب لتطويع أجهزة الدولة الأمريكية لمصلحته السياسية، وهو ما يزيد المخاوف من أن الولايات المتحدة تتجه نحو مرحلة غير مسبوقة من عسكرة القرار السياسي وتسييس المؤسسة العسكرية.