أصوات غائبة: أزمة فقدان السمع تهدد تعليم ملايين الأطفال في أفريقيا

تحرير: سليم الراشدي

يعاني العديد من الأطفال في أفريقيا من فقدان السمع الناتج عن التهابات الأذن غير المعالجة، الضوضاء المستمرة، ونقص الخدمات السمعية المتخصصة، ما يحرمهم من متابعة التعليم بشكل طبيعي. تمتد هذه الأزمة من كمبالا إلى داكار، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع بالملايين، ومع ذلك يحصل أقل من واحد من كل عشرة منهم على سماعات طبية. يشكل هذا الوضع حاجزا كبيرا أمام اكتساب المهارات الدراسية الأساسية، ويضع الأطفال في مواجهة صعوبات قد تعيق تقدمهم الأكاديمي وتؤثر على حياتهم المستقبلية.

يترك فقدان السمع آثارا شخصية واجتماعية عميقة. غالبا ما يخطئ المعلمون في تفسير صعوبات السمع على أنها كسل أو سلوك غير منضبط، فيما يشاهد الآباء أطفالهم يكافحون لقراءة الدروس أو يضطرون لمغادرة المدرسة. كما يزيد الوصم الاجتماعي من عمق الأزمة، إذ يتعرض الأطفال للسخرية أو الاستبعاد بسبب حالة لا يتحكمون فيها. العائلات التي تسعى للحصول على الدعم تواجه قوائم انتظار طويلة، تكاليف مرتفعة، أو أسواقا سوداء توفر أجهزة منخفضة الجودة بأسعار مرتفعة، ما يحرم الكثيرين من تحقيق طموحاتهم التعليمية والمهنية.

تنبثق حلول مبتكرة وسط هذه الأزمة لتفتح نافذة أمل للأطفال والعائلات المتضررة. ففي بوتسوانا، طور مهندسون سماعات سمعية تعمل بالطاقة الشمسية يمكن أن تدوم لسنوات في القرى النائية خارج الشبكة الكهربائية، بينما تقدم شركات ناشئة في جنوب أفريقيا اختبارات سمع منخفضة التكلفة تعتمد على الهواتف الذكية وسماعات توفر العلاج للأسر العادية. هذه الابتكارات تبرز وجود حلول قابلة للتطبيق، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن الفجوة الكبيرة في إمكانية الوصول إليها. أزمة فقدان السمع في أفريقيا تتجاوز المسألة الطبية لتصبح قضية تعليمية واجتماعية ترتبط بحق الأطفال في التعلم والانتماء والمشاركة، وضمان أن يسمع صوتهم في كل المجالات.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض