موجات الجفاف تجبر مليون شخص على النزوح في ملاوي

تحرير: وداد وهبي

تواجه ملاوي اليوم واحدة من أسوأ أزماتها الإنسانية في العقود الأخيرة، بعدما دفع الجفاف المتفاقم ما يقارب مليون شخص إلى النزوح داخل البلاد بحثا عن الماء ومصادر العيش.

فقد جفت بحيرة تشيلوا بالكامل هذا العام شرق ملاوي التي تعد ثاني أكبر بحيرة في البلاد، لتتحول إلى رمز حي لما يعيشه السكان تحت وطأة تغير المناخ.

ووفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية بعنوان “من دون ماء لا يمكن أن يوجد شيء.. الملاويون نزحوا مرارا بسبب الجفاف”، فقد أصبحت ملاوي أكثر هشاشة أمام الكوارث الطبيعية، مع تصاعد وتيرة الأعاصير في السنوات الأخيرة.
ففي عام 2023، خلف إعصار مدمر أكثر من ألف قتيل، بينما أدت الأعاصير المتكررة منذ 2019 إلى نزوح 930 ألف شخص عن قراهم وبلداتهم الأصلية.

كما يشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن 80% من السكان يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش، في حين أن 90% من النشاط الزراعي يعتمد فقط على الأمطار دون أنظمة ري. ومع تفاقم موجات الجفاف، تراجعت المحاصيل تاركة آلاف المزارعين بلا عمل وأراضٍ جرداء بلا ماء.

وتظهر بيانات اليونيسيف أن 37% من سكان المناطق الريفية يضطرون إلى قطع مسافات طويلة يوميا لجلب المياه، مقارنة بـ13% فقط في المدن. وتفاقم الأزمة أيضا محدودية الاستثمارا فقد قدرت المنظمة عام 2019 أن ملاوي تحتاج إلى 97 مليون دولار سنويا لتأمين وصول شامل للمياه بحلول 2030، إضافة إلى 259 مليون دولار لتوفير مياه نظيفة داخل المنازل، وهو ما لم يتحقق بسبب تراجع الدعم الدولي.

وبهذا الصدد حذر البنك الدولي من أن 216 مليون شخص حول العالم قد يضطرون للنزوح الداخلي بحلول عام 2050 نتيجة آثار التغير المناخي البطيء، من بينهم 86 مليونا في إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي ملاوي تحديدا، ارتفع متوسط درجات الحرارة بين عامي 2015 و2024 بمقدار 0.63 درجة مئوية مقارنة بما كان عليه قبل قرن، فيما قفز عدد السكان إلى 21.6 مليون نسمة خلال ثلاثة عقود، ما زاد من حدة الضغط على الموارد الشحيحة.