أبوجا تحتضن اجتماعا عسكريا قاريا وسط غياب لافت لبوركينا فاسو ومالي

تحرير: صفاء فتحي

شهدت العاصمة النيجيرية أبوجا انعقاد اجتماع عسكري قاري وصف بأنه الأول من نوعه، جمع قادة أركان الدفاع من دول تمتد من جيبوتي شرقا إلى ناميبيا جنوبا، في محاولة لإرساء مقاربة جماعية لمواجهة التحديات الأمنية التي تتزايد حدتها في القارة. غير أن غياب مالي وبوركينا فاسو عن هذا اللقاء البارز ألقى بظلاله على أعمال المؤتمر، خصوصا بعد انسحابهما مطلع العام الجاري، إلى جانب النيجر، من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وتأسيسها لتحالف جديد تحت مسمى “تحالف دول الساحل” يهدف إلى مواجهة النزاعات المسلحة.

ركزت مداخلات الاجتماع على الدعوة إلى بلورة منظومة أمنية أفريقية ذات قيادة مستقلة، قادرة على صياغة حلول محلية لمعضلات الدفاع المشترك. وأكد رئيس هيئة أركان الدفاع النيجيري أن التحديات العابرة للحدود تستدعي تعاونا يتجاوز الإطار التقليدي، مشددا على أن الأمن الإقليمي لا يمكن أن يتحقق في عزلة عن الشركاء الأفارقة. هذا الطرح يعكس وعيا متناميا بأهمية إعادة التفكير في الآليات الأمنية المعتمدة، في وقت تتنامى فيه النزاعات المسلحة ويزداد نفوذ المؤسسة العسكرية في عدد من دول القارة.

أبرزت مشاركة النيجر عبر ملحقها العسكري، رغم غيابها السابق عن تنسيق فعال مع نيجيريا في مواجهة التنظيمات الناشطة في حوض بحيرة تشاد، تعقيدات المشهد الأمني في المنطقة. ويأتي المؤتمر في سياق دعوات متصاعدة لإعادة بناء منظومة تعاون إقليمي تستجيب لرهانات الحاضر وتحديات المستقبل، بما يضمن تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي ويحد من المخاطر المرتبطة بضعف البنى الأمنية القائمة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض