اختراع مغربي يحدث ثورة في الطب: جهاز لتنقية الدم من داخل الأوعية الدموية

تحرير: سلمى كرماس

في خطوة تعد الأولى من نوعها على المستوى العالمي، أعلن الطبيب المغربي يوسف العزوزي، المتخصص في أمراض الدماغ والأعصاب، عن تطوير جهاز طبي مبتكر يعمل على تصفية الدم من داخل الأوعية الدموية، مع توجيه الخلايا الالتهابية والكريات البيضاء، وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة في مجالي زراعة الأعضاء وتقوية مناعة المرضى.

الجهاز الجديد أثبت فعاليته من خلال تجربة مخبرية دقيقة أُجريت على حيوان تجارب في مختبر أمريكي. ووفقا للعزوزي، فإن التجربة أظهرت قدرة الجهاز على التحكم في توزيع الخلايا المناعية، إذ تمكن من توجيهها من ساق الحيوان اليمنى إلى اليسرى، دون أن يخلف أي تأثير سلبي على الوظائف الحيوية. وأضاف أن هذا الجهاز هو الأول من نوعه الذي يحدث “توجيها فعليا من داخل الوعاء الدموي نفسه”، مشيرا إلى أن التجربة اعتمدت على إحداث التهابات مدروسة لمراقبة مدى استجابة الخلايا للجهاز.

الاختراع، الذي استغرق تطويره أكثر من ثلاث سنوات، تم تحت إشراف شركة “أورتو ميديكال” التابعة للعزوزي، وبلغت كلفته نحو 250 ألف دولار، غُطيت بالكامل من طرف متبرعين دون أي مساهمة حكومية. ويأمل العزوزي أن يُسهم هذا الجهاز في علاج أمراض نقص المناعة والالتهابات المزمنة، لا سيما تلك التي يصعب علاجها بالمضادات الحيوية التقليدية، كما سيساعد في تقليل حالات رفض الأعضاء المزروعة لدى المرضى.

وينتظر أن يحدث هذا الجهاز ثورة حقيقية في قطاع الطب، خصوصا في أقسام الإنعاش وزراعة الأعضاء، حيث يبقى التحكم في التفاعل المناعي واحدا من أكبر التحديات. ويؤكد العزوزي أن هدفه لا يقتصر على النجاح العلمي فقط، بل يتعداه إلى تقديم حلول عملية لأمراض مستعصية، انطلاقًا من كفاءة مغربية خالصة تسعى لتقديم قيمة مضافة إلى البحث العلمي العالمي.