ألكسندر دوغين مؤلف «النظرية الرابعة»

النظرية السياسية الرابعة :نحو عالم متعدد الأقطاب “ج2”

تحرير: عبد الواحد حرايتي

طالب بماستر فلسفة القانون

جامعة الحسن الثاني ،المحمدية

عرفت النظرية السياسية الرابعة عند مؤسسها الفيلسوف الروسي “الكسندر دوجين” (سنة 2009 باللغة الروسية) ،بينما خرجت النسخة الإنجليزية سنة 2012 ،أثارت جدالا واسعا في العالم الغربي وأيضا الإسلامي والعربي ،وقد حاول بعض الدارسين للعلوم السياسية مقاربة هذه النظرية بمفاهيم تنتمي للعلوم السياسية أو الدراسات الإستراتيجية الكلاسيكية خاصة على مستوى مراكز الدراسات والأبحاث بغية إنتاج مادة معرفية شبه أكاديمية مجثتة من الفهم الموضوعي وغير محيطة بالمنطلقات والمبادئ الفلسفية أو غير آبهة باللامفكر فيه عند مؤسسها ، فمثلا وجدنا من ابرز الكتابات دراسة الباحث “جلال خشيب” في بحث “الجيوبوليتيك الروسية الحديثة والمعاصرة “ فقد حلل فيه الباحث أبعاد التداخل بين فكر ونظرية “دوجين” وبين تطبيق وطموح الرئيس الروسي “بوتين” ،وركز على أن “دوغين” هو المنظر الجيوبوليتيكي لروسيا والعقل الذي يرسم التوجهات الإستراتيجية الحالية ،دون تحليل فلسفي لأسس النظرية السياسية ، وبهذا يصبح الباحث اقرب لمحلل سياسي بدل باحث في الفكر السياسي أو النظرية السياسية الفلسفية ،أما الباحث “محمد حسن سويدان“فقد جعل “دوجين” ضمن عشرة مفكرين قوميين روس يطالبون بعودة روسيا إلى الساحة الدولية مركزا على تحليل واقع العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية ،وبالتالي يصبح بحثه اقرب إلى العلاقات الدولية دون الإشارة للنظرية السياسية الرابعة الخاصة “بالكسندر دوجين“، إضافة إلى دراسة في العلوم السياسية قام بها “الدكتور هيلة احمد المكيمي” ركز من خلالها على أهم النظريات “الجيوبوليتيكية” في العالم وأضاف إليها المشروع الاوراسي دون العودة إلى منطلقاته الفلسفية ومبادئه التنظيرية، مما جعل هذه الدراسات تتحدث عن نظرية غير واضحة بالنسبة للقارئ العربي ،بل حتى على مستوى الدراسات الغربية مثلا دراسة الفيلسوف الكندي وأستاذ الفلسفة السياسية بجامعة” Toronto” الكندية “Michael Millerman” اعتمد في قراءته للنظرية السياسية الرابعة على تفكيك الأصول الفلسفية وعلى النقد الاشتراكي للنظرية الليبرالية واهتم بفلسفة “هايدجر” كمكون داخل هذه النظرية لكنه اغفل عن المكون “الجيوبوليتيكي” الذي ينطلق منه “الكسندر دوجين“.

أما المقاربة الاكثر إحاطة هي التي تنطلق من رؤية “جيوبوليتيكية” شاملة تستحضر الانتروبولوجيا السياسية وخاصة بنيوية “كلود ليفي ستراوسوانطولوجية “هايدجر” من خلال مفهوم “الدازاين” باعتباره الأرضية الأساس للنظرية السياسية الرابعة،وكذلك تقليدانيةمانهايموالنزعة المحافظة عند “كارل شميث” وأيضا النظريات الجيوبوليتيكية التي ينتقدها “دوجين“ويؤسس من الحوار معها إلى المشروع الاوراسي و الجيوبوليتيك “الدوجينية” التي تنتهي إلى تأسيس النظرية السياسية الرابعة. لا يمكننا أن نتجاهل أن (70 ) بالمائة من العالم يتبنى المشروع الاوراسي (بما فيه الصين والهند وتركيا وإيران وباكستان …)سواء من خلال المصلحة السياسية المؤقتة أي النفعية ،أو من خلال التبني الفكري أو القراءة المستقبلية للصراعات العالمية حاليا (أوكرانيا وسوريا لبنان …ليبيا..) المشتدة حول إعادة رسم رقعة الشطرنج العالمية بغية الخروج من عالم يحكمه قطب واحد إلى عالم متعدد الأقطاب .

 

شاهد أيضاً

إغلاق السفارة الأمريكية في كينشاسا مع تصاعد أعمال العنف

نظرا لتصاعد أعمال العنف في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، قررت السفارة الأمريكية إغلاق أبوابها …