فرنسا تنهي وجودها العسكري في ساحل العاج

أنهت فرنسا رسميًا وجودها العسكري في ساحل العاج بعد أكثر من ستة عقود، حيث تم في أمس الخميس تسليم آخر قاعدة عسكرية فرنسية إلى السلطات الإيفوارية. يشكل هذا الانسحاب جزءا من إعادة هيكلة أوسع للاستراتيجية العسكرية الفرنسية في غرب إفريقيا، وسط تصاعد المعارضة الشعبية لنفوذها في مستعمراتها السابقة. وكانت القاعدة العسكرية في أبيدجان تلعب دورًا محوريًا كمركز لوجستي للعمليات العسكرية الفرنسية في المنطقة، لكن مع تزايد قدرات الدول الإفريقية على إدارة أمنها والدفاع عن سيادتها، قررت الحكومة الإيفوارية استعادة السيطرة الكاملة على بنيتها العسكرية، ورغم بقاء حوالي 80 عسكريًا فرنسيًا في أدوار استشارية، فإن هذه الخطوة تعكس تحوّلًا في الديناميكيات الجيوسياسية، حيث تسعى الدول الإفريقية إلى تعزيز استقلاليتها الأمنية.

يأتي هذا الانسحاب في سياق أوسع شهد خروج القوات الفرنسية من دول أخرى مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، نتيجة تصاعد المشاعر المناهضة للوجود الفرنسي والتغيرات السياسية في تلك البلدان. فبينما كانت فرنسا تعتمد في السابق على وجودها العسكري لمحاربة الإرهاب، لاسيما عبر عملية “برخان”، بدأت العديد من الحكومات الإفريقية بتنويع شراكاتها الدفاعية، متجهة نحو قوى مثل روسيا والصين وتركيا. وتؤكد السلطات الإيفوارية أن مغادرة القوات الفرنسية لن تؤثر على استقرار البلاد، إذ تستمر في الاستثمار في تعزيز قدراتها الدفاعية الوطنية. ومع تراجع الدور العسكري الفرنسي، يبرز تساؤل حول مستقبل العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة، في ظل إعادة تشكيل موازين القوى في غرب إفريقيا.

وكالات

شاهد أيضاً

جنوب السودان يؤجل الانتخابات ويمدد الفترة الانتقالية حتى 2027

أعلن مجلس الوزراء في جنوب السودان أمس الجمعة، تمديد الفترة الانتقالية في البلاد لمدة عامين …