تهديدات إرهابية متصاعدة في الساحل وشمال أفريقيا تُنذر بتحديات أمنية إقليمية

أفريكا أي

تواجه منطقة الساحل وشمال أفريقيا، بما في ذلك دول المغرب العربي، تصاعدا غير مسبوق في التهديدات الأمنية مع تزايد نشاط الجماعات الإرهابية التي تتلقى دعما خارجيا، وأفاد تقرير نشره موقع “سبوتنيك” بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدا إضافيا في هذه المخاطر، وفقا لتصريحات مسؤولين وخبراء إقليميين، من بينهم وزير الداخلية التشادي الأسبق، إبراهيم الأصيل الذي دعا إلى تعزيز التعاون الأمني بين دول المنطقة لمواجهة هذه التحديات، لا سيما في ظل تراجع النفوذ الفرنسي في بعض الدول.

أحد أبرز التحولات الأمنية كان سيطرة “تنسيقية حركات الأزواد” على قاعدة عسكرية خامسة شمال مالي في أكتوبر 2023، ما يعكس تغيرًا كبيرًا في موازين القوى، في الوقت ذاته استفادت الجماعات المسلحة من شبكات تهريب السلع والمخدرات والأسلحة لتمويل عملياتها، ما أدى إلى تمدد نشاطها في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مع احتمال توسع نفوذها نحو دول أخرى كغانا وبنين.

وعلى جانب آخر، كشف الباحث أحمد سلطان أن تنظيم “داعش” يعمل على إعادة هيكلة تنظيمية في المنطقة، تربط فرعه في الساحل بقيادته في غرب أفريقيا، مما يعزز من قدراته ويوسع نفوذه. وتُظهر استراتيجيات التنظيم تكيفا ملحوظا مع الظروف المحلية، حيث يطبق نهجًا مختلفًا في التعامل مع السكان بين دول مثل مالي والنيجر، وفي تطور لافت، أعلنت مالي في أغسطس 2024 قطع علاقاتها مع أوكرانيا، متهمة إياها بدعم هجوم إرهابي شمال البلاد. هذا القرار أثار الجدل، حيث يبرز مدى تعقيد الأوضاع الإقليمية وتشابك المصالح الدولية في المنطقة.

التحديات الأمنية المتزايدة في الساحل وشمال أفريقيا تستوجب استراتيجيات موحدة وتعاونًا إقليميًا واسعًا لمواجهة خطر الإرهاب الذي بات أكثر تعقيدا وتشعبا، ويبقى تعزيز التنسيق بين دول المنطقة السبيل الوحيد لاحتواء هذه التهديدات وضمان الاستقرار في ظل هذه الظروف المضطربة.

 

 

 

شاهد أيضاً

غانا ومالي تؤكدان الشراكة الأمنية في مواجهة التهديدات الإقليمية

تحرير : أفريكا أي التقى الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما برئيس الوزراء المالي، الجنرال عبد …