تحرير : أفريكا أي
في عالم الأدب، حيث يعتقد الكثيرون أن الإبداع حكر على الكبار، برزت آية حمدون، الطفلة المغربية البالغة من العمر تسع سنوات، لتثبت أن الموهبة الحقيقية تتجاوز العمر والتجربة، آية التي تدرس في الصف الخامس الابتدائي، قدمت نفسها ككاتبة واعدة عبر إصدارها الأول “آيريس وطفلة الشمس”، مجموعة قصصية صدرت حديثا عن منشورات النورس، حملت رؤية أدبية مدهشة تخاطب البراعم بنفس الكبار وأسئلتهم.
المجموعة تمتح من خيال واسع، حيث تمتزج عوالم الخيال العلمي بالتغيرات الحضارية والتداخل بين الريف والمدينة، مما يكشف عن وعي مبكر بقضايا إنسانية وكونية عميقة، صياغة آية تتسم بلغة أنيقة وعبارات مفعمة بالخيال، فتطرح أسئلة تتجاوز عمرها بكثير وتفتح أبواب التأمل للقارئ الصغير والكبير على حد سواء.
الأستاذ عبد الرحمان بوطيب، في تقديمه للمجموعة، أشاد بموهبة آية الاستثنائية، مشيرا إلى أن “في أعماق كل مبدع كبير يسكن طفل مشاغب”، لكنه استدرك قائلا إن الحال مع آية مغاير، فهي تجسد معادلة عكسية حيث يسكن في أعماق الطفولة مبدع كبير. وأورد عبارتها: “الشمس غاضبة… والأرض خائفة أن تحترق”، التي تختزل وعيا مدهشا بمصير العالم وهمومه، وتؤكد قدرتها على صياغة رؤية أدبية حالمة تلامس قضايا كونية وإنسانية.
آية حمدون ليست مجرد طفلة موهوبة، بل طاقة استثنائية تنذر بمستقبل أدبي واعد، “آيريس وطفلة الشمس” عمل يفتح الآفاق أمامها لتكون صوتا جديدا في سماء الإبداع المغربي، نتمنى أن تكون هذه المجموعة بداية مسيرة أدبية طويلة ومثمرة، تحمل فيها آية أحلام جيل جديد ورسائل إنسانية نبيلة.