تفاقم أزمة الكوليرا بسبب النزاعات وتغير المناخ

تحرير: أفريكا أي

تواجه العديد من البلدان، خصوصا في إفريقيا، موجات غير مسبوقة من تفشي الكوليرا نتيجة للعديد من العوامل المتشابكة، أبرزها النزاعات المستمرة وتغير المناخ. في عام 2024، تم تسجيل أكثر من 800,000 حالة إصابة بالكوليرا وحوالي 6,000 حالة وفاة على مستوى العالم، مع بؤر وبائية رئيسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان، هذه الإحصائيات المروعة تعكس مدى تأثير الصراعات المسلحة في تفشي الأمراض، حيث أدت هذه النزاعات إلى نزوح ملايين الأشخاص وتدمير البنية التحتية الأساسية، مما حرم السكان من الوصول إلى مياه نظيفة وأماكن الرعاية الصحية، ما جعلهم عرضة للأوبئة.

من جهة أخرى، يساهم تغير المناخ في تعميق الأزمة الصحية، حيث تسهم الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف في تدهور الأوضاع الصحية. تؤدي الفيضانات إلى تلوث أنظمة المياه المحلية بالمياه الملوثة، بينما تجبر فترات الجفاف السكان على اللجوء إلى مصادر مياه غير صالحة للشرب، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالكوليرا. كما أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد ساهم في توسع المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا، مما يعزز قدرة البكتيريا على العيش لفترات أطول.

على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لتقديم الدعم العاجل لهذه البلدان، فإن التحديات لا تزال كبيرة، لا يزال هناك نقص كبير في اللقاحات، فضلا عن هشاشة النظام الصحي في العديد من هذه الدول. لذلك، أصبح من الضروري تكثيف الجهود الدولية لتوفير حلول مستدامة، من أبرز هذه الحلول هو الاستثمار في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة (WASH)، التي تعد أساسية في الحد من انتشار العدوى، كما أن هناك حاجة ماسة لتطوير استراتيجيات طويلة الأمد تركز على تحسين الوصول إلى المياه النظيفة وتوفير الرعاية الصحية الأساسية للمجتمعات المتضررة.

 

شاهد أيضاً

فرنسا تنهي وجودها العسكري في ساحل العاج

أنهت فرنسا رسميًا وجودها العسكري في ساحل العاج بعد أكثر من ستة عقود، حيث تم …