كاتب ياسين: المتمرد الذي دوّن الثورة وأسر القلوب

تحرير : هالة البصير

لم يكن كاتب ياسين مجرد روائي أو شاعر، بل كان صوتا حرا صاخبا، جسّد في أعماله روح التمرد والثورة، وُلد عام 1929 في قسنطينة، وبدأ تعليمه في المدرسة القرآنية قبل أن يلتحق بالمدرسة الفرنسية، حيث شهد وهو في سن السادسة عشرة مجازر 8 مايو 1945، التي غيرت مجرى حياته، اعتُقل بعد مشاركته في المظاهرات، وهناك خطّ أولى كلماته الشعرية في ديوانه “مناجاة”، معلناً منذ البداية التزامه بالكلمة المقاومة، لاحقاً، تنقل بين الجزائر وفرنسا، منغمساً في الصحافة والسياسة، قبل أن يعود إلى بلاده عام 1970 ليواصل نضاله الإبداعي من سيدي بلعباس.

كانت روايته “نجمة” التي نشرها عام 1956 بمثابة صرخة في وجه الاستعمار، حيث لم تقتصر على سرد قصة حب، بل عكست مأساة الجزائر برموزها وشخصياتها المعقدة، رغم كتابته بالفرنسية كان ياسين يعتبرها أداة لمقاومة الاحتلال، قائلاً: “أكتب بالفرنسية لأقول للفرنسيين إنني لست فرنسياً”. لم يكتفِ بالرواية، بل خاض تجربة المسرح، حيث وجد فيه وسيلة أكثر قرباً من الناس، فكتب أعمالاً لاذعة مثل “محمد احمل حقيبتك” و”الجثة المطوقة”، التي هاجم فيها القمع والفساد.

ظل كاتب ياسين متمرداً حتى وفاته عام 1989 في فرنسا، لكن أثره لم ينطفئ، أعماله تُدرَّس في كبرى الجامعات، واسمه لا يزال حاضراً في الأوساط الأدبية العالمية، لم يكن مجرد كاتب بل كان ثائراً حمل قلمه كسلاح، وحوّل معاناته الشخصية إلى أدب خالد، لتظل “نجمة” التي كتبها، نجمة تضيء سماء الأدب الجزائري والعالمي.

شاهد أيضاً

المغرب يحتضن أول مكتب إقليمي لمؤتمر لاهاي في إفريقيا

تحرير: أفريكا أي أعلن وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي اليوم الجمعة بالرباط، أن المملكة …