آمنة بوعياش تتولى قيادة التحالف العالمي لحقوق الإنسان في لحظة تاريخية لإفريقيا

تحرير: نرجس مليان

انتخبت اليوم الثلاثاء بجنيف آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، رئيسة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (GANHRI) بالإجماع، في لحظة تاريخية تعكس الدور المتزايد للقيادة الإفريقية في الدفاع عن حقوق الإنسان على المستوى الدولي. الإعلان عن انتخابها جاء خلال اجتماع رسمي في قصر الأمم بجنيف، حيث أكد فلادلين ستيفانوف، رئيس قسم المؤسسات الوطنية والآليات الإقليمية في المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، أن جميع المؤسسات الوطنية المصنفة ضمن الفئة “أ”، التي تلتزم بمبادئ باريس لحقوق الإنسان، أجمعت على دعم بوعياش لتولي هذه المسؤولية خلال السنوات الثلاث المقبلة.

جاء هذا الفوز بعد دعم قوي من المجموعة الإفريقية، التي كانت قد قدمت ترشيح بوعياش رسميا في يناير الماضي، ليكون انتخابها اليوم تتويجا لهذا المسار، جوزيف ويتال رئيس الشبكة الإفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، أشاد بما وصفه بـ*”الريادة الاستثنائية”* التي أظهرتها بوعياش خلال توليها منصب أمينة التحالف على مدى السنوات الثلاث الماضية، مشيرا إلى دورها في الإشراف الاستراتيجي، والتمثيل الدولي، والدفاع المستمر عن الحقوق والحريات وطنيا وإقليميا ودوليا.

في كلمتها عقب انتخابها، عبرت بوعياش عن امتنانها العميق لهذه الثقة، مؤكدة أن هذا المنصب يشكل شرفا ومسؤولية كبيرة في ظل التحديات العالمية المتزايدة، وقالت: “دعمكم هو مصدر تحفيز ثمين، وأدرك تماما حجم المسؤولية التي يضعها هذا المنصب على عاتقي،” وأضافت أن عودة إفريقيا لرئاسة التحالف بعد عشر سنوات، وهذه المرة من شمالها، تعكس التزام القارة بالدفاع عن حقوق الإنسان دون الاعتبار للحدود الجغرافية.

بوعياش تدرك أن قيادتها تأتي في مرحلة دقيقة، حيث تواجه المؤسسات الحقوقية تحديات متزايدة في ظل التحولات الدولية. وأكدت في كلمتها أن العالم يشهد ضغوظا متزايدة على الحقوق والحريات، في ظل بروز تحديات وفرص جديدة مرتبطة بالرقمنة والتكنولوجيا الناشئة، إضافة إلى تقلص الفضاء المدني، والنزاعات المسلحة، وقضايا المساواة والعنف ضد النساء، فضلا عن التغيرات المناخية والتفاوتات الاقتصادية المتزايدة. واعتبرت أن هذه القضايا تتطلب يقظة متجددة وعملا جماعيا لضمان عدم ترك أحد خلف الركب.

آمنة بوعياش ستخلف على رأس التحالف مريم العطية، رئيسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، بينما ستتولى أليسون كيلباتريك، رئيسة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في إيرلندا الشمالية، منصب أمانة التحالف، ومع هذا الانتخاب، تدخل بوعياش مرحلة جديدة في العمل الحقوقي الدولي، مستندة إلى خبرتها الطويلة والتزامها الراسخ في الدفاع عن الحقوق والحريات، في وقت يواجه فيه العالم تحولات كبرى تفرض تحديات غير مسبوقة على المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.

شاهد أيضاً

نيلسون مانديلا: رمز للنضال والتغيير

كرس نيلسون مانديلا حياته للنضال ضد التمييز العنصري وتحقيق العدالة والمساواة في جنوب أفريقيا، بدأ …