تحرير: أفريكا أي
في تحول دبلوماسي بارز، تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا على خلفية تعزيز بريتوريا لعلاقاتها مع إيران، وهو ما أثار قلق واشنطن بشأن التأثير المحتمل على الأمن الدولي والمصالح السياسية الأمريكية. جاء هذا التصعيد بعد سلسلة من الاجتماعات بين المسؤولين في جنوب أفريقيا وإيران، ما دفع الولايات المتحدة إلى التعبير عن استيائها من هذه العلاقات المتنامية، وسط انتقادات غربية تجاه سياسات جنوب أفريقيا الخارجية.
جنوب أفريقيا، التي تتمسك بنهجها المستقل في السياسة الخارجية، تؤكد على حقها في بناء علاقات دولية تتماشى مع مصالحها الاستراتيجية، في الوقت الذي تزايدت فيه الضغوط الغربية على البلاد. في مارس 2025، استقبلت نائبة الأمين العام للمؤتمر الوطني الأفريقي، نومفولا موكونيان، السفير الإيراني في جنوب أفريقيا، منصور شكيب مهر، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. موكونيان شددت على أن المؤتمر الوطني الأفريقي ليس مُلزمًا بتبرير سياساته الخارجية، وهو ما زاد من قلق واشنطن.
الولايات المتحدة أبدت مخاوفها من أن يؤدي تعزيز التعاون بين جنوب أفريقيا وإيران إلى تقويض الجهود الغربية الرامية لعزل طهران، خاصة في ظل القلق المتزايد بشأن الطموحات النووية الإيرانية وتأثيرها الإقليمي. وفي ظل هذه التوترات، أفادت تقارير بأن السلطات الأمريكية تحقق في تورط بعض قادة المؤتمر الوطني الأفريقي في معاملات مالية مع إيران، ما يزيد من تعقيد العلاقة بين الطرفين.
رغم تصاعد هذه التوترات، تواصل جنوب أفريقيا التأكيد على استقلالية قراراتها الدبلوماسية وتسعى لتوسيع شراكاتها الدولية، مع الحفاظ على علاقاتها مع دول متعددة الاتجاهات السياسية، في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة.